إلى صديقي
ولدت ولم اختر أمي وأبي ومع ذلك احببتهم,فكيف يكون حبي للذين اخترتهم ؟!
مقولة بل سؤال كثر طرحه بين الناس وانتقل بينهم,هي مقولة أو سؤال يقال للعزيز والغالي, يقال للتعبير عن المحبة والمودة بين اثنين متحابين في الله,تقال إلى عدة أشخاص, فهنالك من يقولها لمن أحبها في هذه الحياة, وآخر يقولها لشخص عزيز,لكن أنا أقولها لشخص نور عيني بصورته,شخص كثرت عليه الأمثال والأقوال,شخص يقال اسمه كثير في كل يوم,اعرفتموه؟ أعرفتم لمن اقولها؟ أقولها إلى صديقي ….
أخواني إن كلمة صديق كلمة صعبة وليست سهلة,فترى صديقك يعرفك جيدا وكأنه عقلك الثاني فهو يبذل الغالي والرخيص من أجلك في هذه الحياة,فالصديق وقت الضيق,فلا تراه غريب بل تراه أخا عزيز على قلبك وقريب إلى عينيك ومحبته لك تخرج من جوف قلبه الدافئ,تخرج من مشعاره الحساسة الرقيقة إليك,تخرج كلمة منه لتحتل الجزء الأكبر من قلبك هي كلمة صديق,بل أخي بل عزيزي بل فرحة أيامي وبئر أسراري وينبوع مودتي,يا لهذه الكلمات! يا لمعناها الواسع والجميل!فكل كلمة تخص الصديق تخرج من القلب لذلك كم هي حساسة هذه الكلمات !
أعرفتم لماذا قلت عنها صعبة وليست سهلة ؟….
يالهذا الإنسان العظيم,يا لمحبته الكبيرة! إنسان كامل الأوصاف بنظري, ويكأنه حمامة بيضاء تحمل المودة والمحبة في داخلها,تحمل الرفق,يا لجمال هذه الحمامة! يا لحظي الرائع في صديقي!إنها نعمة من الله لا تقدر بثمن فهي غالية جدا , يجب الحفاظ عليها …
يقال الصديق وقت الضيق لكن بعض الناس يظنون في هذه المقولة خاطئة, بل هذه المقوله صحيحة إذا كنت متأكدا من زهد صديقك بالفعل هو وقت الضيق,فتجده دائما معك في السراء والضراء,يفرح لفرحك ويحزن لحزنك,وإذا أصابك يوما سوءا تصبح الدنيا سوداء أمامه وكأن نارا أكلته من داخله واشتعلت في قلبه وكم يتألم صديقك لك ويتأثر لمرضك , فإذا احتجت يوما لمال فالمبادرة الأولى له,وإذا احتجت يوما للعون فهو يعينك وهو يرضيك حين تحزن أو تتألم وهو يداويك عندما تجرح في مشاعرك وكأنه طبيب الإحساس الخاص لديك,كم هو وفي ومخلص هذا الإنسان! وكم هو رائع ! هل تتوقع عزيزي أن يكون لك خزنة للأسرار، وطبيب للآلام في نفس الوقت ؟
لو أننا أحسسنا بهذه القيم الموجودة في ذلك الشخص (الصديق) لما تخاصما صديقان,تحمد صديقك وقليل ما تذمه لذلك يجب أن نشكر الله على نعمة الصديق.
أخواني إن الله أعطانا نعمة الإسلام وميزنا عن باقي الأقوام,وأعطانا نعمة اللغة العربية لغة القرآن الكريم وميزنا أيضا عن باقي الأقوام في هذه النعمة, لكن أعطى لكل إنسان صديق, مهما اختلفت ديانته ولغته,فالكل إنسان صديق مخلص رائع في الأخلاق وحسن في السلوك والأدب والأحترام,سرك كبير لديه,لذلك يجب أن تعرف أهمية الصديق في الحياة,فتجد نفسك وكأن الدنيا أغلقت جميع الأبواب أمامك فيأتي صديقك يهدئ من روعك فينجح في ذلك فتشكره, كم هو جميل هذه الشعور!
إن الله انعم علينا نعمة الصداقة فيجب الحفاظ عليها بأن نختار ذي الأخلاق الحسنة, ذي الإحساس ليشعروا بك نعم فهذه النعمة كنز من الله غالي الثمن بل لا يباع لأن ثمنه الغالي معنوي وليس ماديا وهذه ما يؤكد عليه جميع الناس وإن لم يكن جميعهم بل أكثرهم,لذا يجب علينا أن نقدر هذا.
لقد ذكرت ما يفعله الصديق من أجلنا , لذلك يجب أن أذكر ما سنفعل ما أجله,
فعلى ذلك أقول أنه يجب احترامه وتقدير ما يفعله من أجلنا ومحاولة رد ما يفعل الصديق بالمثل بل أفضل, ويجب أن نكون عند حسن ظنه كما هو عند حسن ظننا ويجب علينا أن نتحمل مسؤولية الصديق وقت الضيق, ويجب علينا أن لا نقول ما فعله صديقنا لنا بل يجب أن نقول ما سنفعله لصديقنا,فيجب على أي أصدقاء أن يكونوا مثالا للصداقة,
تتحدث عنها الناس لا نفعل الأذى والشر حتى لايذمنا الناس,لذلك يجب أن نكون محطة أمل وتفاؤل لكل صديقين ....
لقد جف قلمي وأنا أتحدث عن هذا الإنسان الرائع وتحركت مشاعري في كل كلمة كتبتها عن هذا المخلص الوفي, هذا هو القليل من قلبي اتجاه هذا الصديق, ورغم كل الذي قلته أشعر أني مقصر في حقه فمحبتي لصديقي تكون بالفعل
لا بالقول.
أتمنى يا صديقي أن تكون هذا السطور التي امتلأت الآن أن تنال إعجابك, فأنت تجلب لي البهجة عندما نكون مع بعضنا بعضا وأكرر إعجابي ومحبتي لك، وأقول مرة أخرى ولدت ولم أختر أمي وأبي مع ذلك أحببتهم فكيف يكون حبي للذين اخترتهم؟!