المحبة "مهما كان الأمر"!!
ان احتياج الطفل للمحبة هو أساس كل الاحتياجات الأخرى، فقول المحبة والتدريب على تقديمها يعتبر التربية التي تنبت فيها كل أفعال الطفل الإيجابية.
اعلمي سيدتي أن أي أم لا تستطيع أن تحسن تربية أبنائها ما لم تحسن أولاً التواصل معهم،، فحاولي إتباع هذه المقترحات لعلها تفيدك!!
كوني موجودة بنفسك:
حقاً إن لتغيب الأم عن طفلها خاصة في مراحل نموه الأولى آثاراً سيئة، ذلك أن الطفل يحتاج إلى المشاركة الوجدانية وإقرار الذات تماماً كما يحتاج إلى الغذاء والدواء، فالحب والاهتمام ينميان شخصيته ووجدانه كما يبني الغذاء جسمه، والطفل في غياب أمه يشعر بغياب الطمأنينة وعذاب الوحدة مهما اجتمع حوله أفراد الأسر الآخرين في الحضانة أو الروضة لذلك فإن ابنك في أشد الحاجة إليك حينما يريد أن يتكل،فإن لم تكوني موجودة بجانبه فقد يلجأ إلى الغير وليس في الدنيا من يحسن توجيهه بعد الاستماع إليه سواك فما بالك لو كان الغير سلبي الاتجاه والنزعة فهنا نكمن الخطر.
كوني مسيطرة على نفسك:
في الواقع إن ابتعاد الأم المستمر عن جو المنزل لفترات طويلة وعودتها مرهقة من مجال العمل وأعباء المواصلات لتعمل ثانية في البيت يجعلها معرضة للتوتر والعصبية، فتثور لأتفه الأسباب في وجه أطفالها وزوجها، وتصبح غير قادرة على المشاركة الوجدانية معهم والوفاء بمطالبهم. مثل هذا التوتر ينعكس على نفسية الطفل الصغير ويترك بصمات قوية على شخصيته ذلك لأنه في مرحلة هو غض العقل والتفكير ومرن كالعجينة الطيعة وهو أمام الأم الثائرة يقف عاجزاً لا حول له ولا قوة. فيكبت تلك الانفعالات في نفسه وتظل حبيسة نفسه حتى يكبر فتجد متنفساً لها في العدوان على المجتمع ككل.
لذلك تذكري سيدتي أن الطفل عادة سريع التأثر من كلام والديه معه وخاصة أمه وهو يستطيع أن يميز حتى نبرات الصوت لذلك أنصحك أن تكوني موجودة مع أطفالك ولكن دون عصبية حتى يستمتعوا بالمشاركة الوجدانية معك وينعمون بالسلامة النفسية.
كوني مرنة بين الشدة والتساهل:
لا تفرضي على ابنك أن يفكر بطريقتك بل شاركيه في الرأي حتى يفرق بنفسه بين الخطأ والصواب. فاستمعي إلى وجهة نظره وابق على طرق الاتصال بينكما مفتوحة، فلو أن الطفل شارك مثلاً في وضع قواعد لنظام في البيت فإنه سوف يطبق تلك القواعد بطريقة أفضل لذلك حاولي سيدتي أن تعرفي دائماً اتجاهات تفكير ابنك وشاركيه في الرأي حتى يشعر بذاته. وتذكري أن الصراخ والهياج والتفوه بكلمات ساخرة يقلل من احترامك.
فالطفل يريد من أمه وضعاً اجتماعياً مميزاً يفتخر به لذلك فليكن توجيهك له بأسلوب الترغيب القلبي وليس بأسلوب الترهيب العصبي. وتذكري أن السخرية تجعله يفقد الرغبة في محاولة تحسين نفسه فعامليه معاملة متزنة رقيقة ولكن حازمة أيضاً.
كوني متفهمة بين القبول والرفض:
إن أفضل الطرق للتربية هي أن تتفاهمي مع الأبناء وتوضحي لهم الأمور بالصبر والمحبة، وذلك بحسب أعمارهم. كما أن علاقة الاحترام والتقدير للأولاد تجعلهم يشعرون بأهميتهم وتعطيهم الثقة بالنفس وتنمي علاقاتهم باحترام وتقدير للآخرين. لذلك فإن طريقة معاملة الأطفال لها الدور الكبير في التربية فيجب أن تتعاملي مع الأبناء من واقع عمرهم وحسب طبيعتهم، حتى تساعديهم أن يعملوا ما تريدينه منهم برضاهم واختيارهم وليس بالشدة والعقاب. لذلك فعندما يتذمر الأبناء افتحي لهم مجال الشكوى فإنك عندما تفعلين ذلك إنما تتحينين لهم فرصة التنفيس عن غضبهم. فساعديه على التخلص من الغضب والخوف الآن حتى لا يكبت العدوان ويعززه مستقبلاً ولكن عندما يتخطى طفلك الحدود التي رسمتيها له فمن مسؤوليتك أن تصححي له أخطاءه دون أن تتخلي عن حبه.
كوني ثابتة على المبدأ بين العقل والعاطفة:
يجب أن تكون معاملتك لطفلك متصفة بالثبات والعقلانية والاتزان فلا يجوز لك مثلاً أن تظهري له الغضب على نفس العمل الذي سمحت له به في ظرف آخر، فإن الثبات والاتزان في المعاملة يساعد على الاستقرار النفسي وتكوين القيم الأخلاقية كما أن ثباتك على المبدأ يتطلب عدم التمييز في المعاملة بين الأبناء فلا تكيلي بمكيالين وليكن شعارك دائماً" لا يصح إلا الصحيح" ولا تتوقعي من طفلك أن يتبع من تلقاء نفسه ما قد تعلمه منك ما لم ير فيك الفضيلة والقدوة الحسنة.
كوني حكيمة ولا ترهقي ابنك بمشاكل الكبار:
حقاً إنه نادراً ما يخلو بيت من المشاكل ولكن إذا نشب صدام بين الزوجين أو حدث توتر في العلاقات فلا يجب أن يشعر به الأطفال ورغم أن إخفاء الأمر عنهم يعتبر من أصعب الأمور ذلك لأن إحساس الأطفال بمشاكل الأبوين يكاد يكون غريزياً فمع ذلك يجب أن تبذلي يا سيدتي أقصى جهد للحيلولة دون شعور الطفل بتلك المشاكل وإلا شب مكتئباً ميالاً للنكد مضطرباً ومرتبكاً لذا أناشدك أن لا تعرضي مشاكل الكبار أمام الصغار، مشاكل الكبار للكبار وحدهم كما أن الأم الحكيمة لا تتشاجر مع زوجها خاصة أمام أولادها. نعم هناك أحداث قليلة في حياة الطفل تلقي بظلالها الداكنة على مستقبله ولكن ما من شئ يجعل الطفل يائساً أكثر من أن يشاهد أو يسمع مناقشة حادة بين والديه، فما بالك لو وصلت المناقشة إلى درجة الشجار!
لا تفضلي الفرع على الأصل!
تتعرض المرأة لخطأ تفضيل الأولاد على الزوج فقد تعد الأم مثلاً وجبات الطعام التي يفضلها الأولاد ولا يحبها الزوج مع أن وضع الزوج في المكان الأول ليس ضد مصلحة الأولاد ولكنه يسعدهم لأن وجود علاقة طيبة بين الوالدين لا بد أن ينعكس عليهم.
يقولون:" إن وراء كل رجل عظيم امرأة" فماذا تفعل هذه المرأة وراء الرجل؟؟ إنها تخلق منه إنسانا جديداً كل يوم، فالمرأة تستطيع أن تبني زوجها أو تهدمه من خلال طريقة تعاملها معه- فابن سيدتي الفاضلة زوجك وأولادك معاً.
والي مو متزوجين يستفيدوا من الموضوع كمان