نسف مدرب ريال مدريد خواندي راموس كل ما بناه مع فريقه منذ تسلمه القيادة خلفاً للألماني المقال برند شوستر بخسارة التاريخية على ملعب «سانتياغو برنابيو» امام الغريم التقليدي برشلونة اول من أمس قبل أربع مراحل من نهاية الدوري الإسباني، وضعت الأخير على اعتاب لقبه التاسع في تاريخ المسابقة.وبدلاً من أن يحظى بنهاية سعيدة لسلسلة الانتصارات التي حققها منذ «كلاسيكو» الدور الاول، نال خواندي درساً قاسياً على يد مدرب برشلونة بيب غوارديولا، الذي نجح في تحقيق «الفوز المزدوج» في موسمه الأول مع الفريق، علما بأن آخر مرة فاز فيها برشلونة على ريال مدريد ذهاباً وإياباً كانت تحت قيادة الهولندي لويس فان غال في موسم 1997- 1998 عندما هزم ريال 3-2 في «برنابيو» قبل ان يتغلب عليه بثلاثية نظيفة في «نوكامب».
ودفع راموس ثمن اللعب بطريقة مفتوحة امام الفريق الذي يقدم الكرة الأجمل في العالم، وأمام الهجوم الذي كان يحتاج فقط لـ 6 اهداف ليصل إلى الهدف رقم 100 في الدوري، ويبدو أنه وجد ضالته في شباك الحارس ايكر كاسياس رغم ان الأخير أنقذ فريقه في أكثر من مناسبة وحال دون مضاعفة النتيجة.
راموس اعترف بأنه خسر أمام «عمالقة» برشلونة، وأكد أن ريال حالياً لا يستطيع مجاراة الفرق الكبيرة بعد تعرضه لهزيمتين من برشلونة ومثلهما من ليفربول في دوري أبطال أوروبا، وهو أمر واضح جداً لأن الفريق الملكي الذي فاز في 17 مباراة من 20 منذ ان تسلم راموس دفة الأمور، كان يفوز فقط لأنه ريال مدريد، ومن تابع الحالة التي ظهر بها في لقاءاته الأخيرة يدرك جيداً أن الانتصار يأتي إما لحماس اللاعبين وروحهم العالية، او بسبب الأداء المتواضع للمنافسين.
من حق الجماهير المدريدية أن تحزن على الصورة التي ظهر بها الفريق، ومن حقها أن تطالب بتغييرات في الجهاز الفني والإداري أو حتى في اللاعبين، لكن ليس من حقها ان تلقي باللائمة على راموس الذي تعرض لانتقادات عنيفة عندما لعب بطريقة دفاعية في لقاء الذهاب الذي انتهى بفوز برشلونة 2-0.
المشكلة ليست في راموس ولا في لاعبيه، بل لأن ريال ليس لديه ليونيل ميسي، ولا تييري هنري، ولا اندريس انييستا، ولا خافي هرنانديز، فالنادي الملكي اكتفى الصيف الماضي بالتعاقد مع الهولندي فان در فارت القادم من هامبورغ رغم أن قائمته تخلو من الأسماء الكبيرة إذا تم استثناء اريين روبن وإيكر كاسياس.
وحتى عندما حاول النادي تدارك الأمور في يناير تعاقد مع هولندي آخر هو كلاس يان هونتيلار مهاجم أياكس السابق الذي لم ينل الفرصة الكاملة في وجود القائد راؤول والمتألق غونزالو هيغوين، بينما ظهر الفرنسي المغمور جوليان فوبير القادم من وست هام الإنكليزي مرة واحدة فقط في مباريات «ليغا»، وربما تكون أفضل صفقاته الشتوية التعاقد مع الفرنسي لاسانا ديارا الذي ذكّر أنصار ريال مدريد بمواطنه كلود ميكاليللي، لكن ديارا نفسه لم يكن له لا حول ولا قوة أمام خافي وانييستا ويايا توريه، بل إنه تسبب في الهدف الثالث عندما خطف ميسي منه الكرة وانفرد بالحارس كاسياس.
ويبدو أن الإدارة لن تبذل جهدها لإقناع الإيطالي فابيو كانافارو بالعدول عن رغبته في العودة لناديه السابق يوفنتوس، في حين يجب على الارجنتيني غابرييل هاينزه والالماني كريستوف متزلدر البحث عن ناد جديد في الموسم المقبل، بينما بات سيرجيو راموس مطالباً باستعادة مستواه السابق إذا أراد أن يحتفظ بمكان في التشكيلة الأساسية.